ضوء من شعاع أرسطو الجزء الأول

 ضوء من شعاع أرسطو

 يبدأ أرسطو دعوته بالإشارة إلى أهمية الفلسفة والتساؤل عن الفضيلة والخير، ويبين أن كليهما لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق معرفة مطابقة له، فبغير هذه المعرفة يصبح امتلاك الخيرات الخارجية من ثروة وقوة وجاه خطرا يهدد الإنسان ويضره أكثر مما ينفعه. هذه المعرفة هي التي تضفي على تلك الخيرات قيمتها. وهي في الحقيقة تفوقها في القيمة لأنها لم توجد لأجلها فحسب، وإنما هي قيمة في ذاتها، بل هي القيمة العليا التي تجعل لكل ما عداها قيمة؛ وبذلك ينتهي الغرض الأولى بإثبات أن الفلسفة ممكنة.

مجادلة الخصوم

 ثم يشتبك المعلم الأول في مجادلة الخصوم الذين يشكون في هذه النتيجة ويروجون بين الشباب أن الفلسفة لا ضرورة لها في الحياة العملية ولا جدوى منها. ويرد على هذا الاعتراض القديم المتجدد أبدا بان الفلسفة جديرة بالسعي إليها لذاتها لأنها أسمى خير يمكن أن يبلغه الإنسان. ولما كانت الغاية الطبيعية للإنسان هي ممارسة العقل فإن الحياة العقلية المكرسة للتأمل والنظر هي مهمته الحقيقية وواجبه الأول، وبها يبلغ كماله ويجد سعادته. وإذا كان البعض يتهم هذه الحياة بأنها غير نافعة، فإن أرسطو يبين أنه لا يصح التقليل من قيمتها بالنسبة للمشرع والسياسي، وبهذا يثبت أن الفلسفة نافعة. 

دفاع أرسطو عن الفلسفة

ويتابع أرسطو طريقته في الحجاج دفاعا عن الفلسفة فيبين أن السعادة البشرية تقوم على فاعلية العقل، وأن التفلسف هو غاية الحياة الإنسانية بحكم طبيعتها نفسها، وأن هذه الحياة التي يهبها صاحبها للعقل هي أسمى لذة وأنقى فرح ممكن، لأن فاعلية العقل هي الخير الوحيد الذي لا يتوقف على غيره ولا يتطلب أي شروط خارجية.

مهمة الفلسفة والحياة العقلية

 يتساءل أرسطو: ما هي مهمة الفلسفة؟ ولماذا كان بلوغ الحكمة هو غايتنا القصوى؟ ويبدأ في الإجابة على هذا التساؤل بالحديث عن العلاقة بين الجسم والنفس. ففي داخل النفس يكون الأعلى هو الجزء الحائز على العقل وملكة التفكير. هذا الجزء الصغير الذي يصفة أفلاطون هو العقل (نوس)، وهو يعبر وحده أو في المقام الأول عن ذاتنا الحقيقية. 

أنتظر متابعتكم لتظهر لكم مقالاتي، وأنتظر تعليقاتكم لتشجيعي لكتابة المزيد من المقالات.

RAAFAT

3 تعليقات

  1. ممتاز جدا
  2. تحديدا كم عمر ارسطو عندما مات
  3. وُلد أرسطو في سنة 384 قبل الميلاد. وتوفي في سنة 322 قبل الميلاد. لذا، كان عمره عند وفاته حوالي 62 عامًا.
رائيك مهم.. وتعليقك يفيد.. شكرًا لك
حقوق النشر © MR RAAFAT جميع الحقوق محفوظة
x