حياة أرسطو الجزء الأول

حياة أرسطو الجزء الأول




منشأ أرسطو

ولد أرسطو عام ٣٨٥/٣٨٤ ق.م. في إستاجيرا، وهي مدينة صغيرة من مدن شبه جزيرة خالقيديا. وهي لا تزال تسمى حتى اليوم بما يقرب من اسمها القديم خالقيس، كان ينتمي أرسطو بحكم ميلاده إلى طائفة أتباع الإله "إسقلبيسوس" إله الطب والذين كانت مهنة الطب تتوارث فيهم من أب لابن وكان أبوه طبيب بلاط الملك أمينتاس الثالث ملك مقدونيا والذي استفاد من تعظيم الاهتمام السائد بعلم الحياة عند أرسطو وتأثير هذا على فكره الفلسفي. كما أن بساطة عيش البلاط المقدوني تفسر إلى حد كبير كراهية أرسطو الزائدة للأمراء والملوك ولحاشيتهم وهي كراهية عبر عنها أرسطو أكثر من مرة.

تعليم أرسطو

 وفي عام ٣٦٧- ٣٦٦ ق.م. أرسل أرسطو وهو في سن الثامنة عشرة إلى أثينا ليتلقى تعليمه العالي في الفلسفة والعلم، ودخل أكاديمية أفلاطون الشهيرة حيث بقى تلميذا فيها وعضوا في جماعة أهل العلم التي التفت حول أستاذهم أفلاطون وذلك حتى وفاة أفلاطون. ولمدة ثلاث سنوات تلت ذلك عاش أرسطو في منطقة آسيا الصغرى بصحبه صديقه وزميل دراسته هرمياس الذي أصبح بعد ذلك ملكا على مدينة أتارنيوس في منطقة الفرس. 

زواج ارسطو

وقد تزوج أرسطو من بيثياس ابنه أخت هرمياس. ويبدو أنه كان زواجا سعيدا ويظهر فحص كتابات أرسطو في علم الحياة في البحار أن معارفه في هذا الميدان كانت مفيدة بوجه خاص لشاطىء أيوليا وسواحل الجزر المحيطة. ويلقى هذا بعض الضوء على طبيعة نشاطات أرسطو خلال إقامته مع هرمياس، وقد يشير إلى أن أفلاطون كان قد انتبه إلى ميول عقل تلميذه الممتاز وإلى أن مساهمة أرسطو في الدراسات التي كانت تقوم بها الأكاديمية كان موضوعها علم الحياة.

في الخير

 وبعد وفاة أفلاطون بفترة قليلة أنضم أرسطو مع تلاميذ أفلاطون بنشر مذاكرتهم عن محاضرة شهيرة كان قد ألقاها أستاذهم بعنوان "في الخير". وفي عام ٣٤٣ ق.م. قتل هرمياس بناء على تحريض من الفرس أرسطو بتكريم ذكراه بتأليف ترنيمة تسجل فضيلة صديقه التي كانت في رأي أرسطو تشبه فضائل الآلهة والتي كانت حياته مسرحا لإبرازها.

أرسطو المُعلم

 وبعد ذلك نرى أرسطو يعود إلى بلاط المملكة (مملكة مقدونيا) حيث يصبح معلما للأمير ولي العهد الذي سيصبح من بعد الإسكندر الأكبر. ونجد تأثير أفكار أرسطو الفلسفية على الإسكندر معروضة منذ الوقت الذي كتب فيه المؤرخ بلوتارخوس رسالة في "حياة الإسكندر". ومع كل هذا فإنه من المستبعد أن يكون تأثير أرسطو للنظام الملكي وما يستتبعه من ظواهر وهو معلوم مسطور ومكرر على صفحات كثيرة في مؤلفي أرسطو "الأخلاق، السياسة" ولا شك أن نموذج أرسطو للدولة وهي دولة المدينة الصغيرة التي لا أطماع سياسية لها كانت ستبدو في نظر الملك فيليب أو ابنه الإسكندر الأكبر مجرد أثر عتيق من مخلفات الماضي.

أنتظروني في الجزء الثاني.

أنتظر متابعتكم لتظهر لكم مقالاتي، وأنتظر تعليقاتكم لتشجيعي لكتابة المزيد من المقالات.

RAAFAT

تعليقان (2)

  1. يا له من شخصية
  2. اظن ان ارسطو كره الملوك وذو المركز في عهد لعدم تحقيق التوازن المادي وسط الشعب
رائيك مهم.. وتعليقك يفيد.. شكرًا لك
حقوق النشر © MR RAAFAT جميع الحقوق محفوظة
x